التأثيرات الضارة للمواد الكيميائية التأثيرات السامة والمسرطنة :ـ إعداد ـ
الدكتور : صالح القادري ( 1 ) .
ـ الدكتور : صفوان عاشور ( 2 ) .
ـ الكيميائي : بشار شنن ( 3 ) .
مقدمة :
تعرض الإنسان للمواد الضارة منذ مرحلة ما قبل التاريخ عندما استنشق الغازات المؤذية المنطلقة من البراكين أو تعرض لغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من النيران في الكهوف غير المهواة والتي كان يقطن بها للوقاية من برد العصر الجليدي ، كما تعرض العبيد في اليونان القديمة الذين كانوا يعملون في حياكة الملابس المقاومة للتحلل والمصنعة من الأسبستوس للإصابة بالأمراض الرئوية الحادة ، ويؤكد علماء الآثار والتاريخ أن الحاويات المصنوعة من الرصاص كانت السبب الرئيسي في تسمم الطبقة الحاكمة في الإمبراطورية الرومانية الأمر الذي أدى إلى سلوك غريب عند هذه الطبقة كالهوس بالألعاب الرياضية وضعف الإدارة المالية للدولة والخبل والطبع العسكري الأهوج تجاه الأراضي الأجنبية . كما عانى الكيميائيون في العصور الوسطى من أمراض الوهن وغيرها بسبب أضرار المواد المتفجرة والسامة التي عملوا بها ، بدأت تظهر المشاكل البيئية الجدية في أوروبا مع بداية القرن السابع عشـر بسـبب
الغبار المنبعث من المناجم ، إضافةً إلى إنتاج الأصبغة والمواد الكيميائية الأخرى من قطران الفحم الحجري في ألمانيا خلال القرن الثامن عشر مما أدى لظهور مركبات ثانوية سامة وملوثة للبيئة ، تزايدت كميات وأعداد المركبات الكيميائية المنتجة في القرن التاسع عشر بشكل مضطرد ومنها بقايا الفولاذ والحديد وفضلات البطاريات الرصاصية والفضلات الكرومية وفضلات مصافي البترول وفضلات الراديوم ، ومعها تزايدت كمية الملوثات والمواد الضارة المطروحة في البيئة ، ومع بداية القرن العشرين تحول هم الإنسان من حماية نفسه من أخطار البيئة إلى حماية البيئة من أخطاره مع ملاحظة التفاوت الواسع بين الدول النامية التي لا يزال بعضها يرزح حتى الآن تحت أخطار الطبيعة والدول المتقدمة بما تخلفه كل منها من آثار على البيئة وتلوث تتفاوت نسبته وتتصاعد مع تصاعد درجة تحضر البلد وقدرته الصناعية . ومع الوصول إلى الحرب العالمية الثانية ازداد إنتاج المواد المؤذية من المصادر المختلفة كاصطناع المواد الكلورية والمبيدات والمواد البلاستيكية والبولميرية والدهانات وغيرها، وتصرف ملايين الدولارات حالياً من أجل تنظيف الأماكن من الملوثات والمواد المؤذية الكيميائية المختلفة وذلك من أجل تجنب انتقالها إلى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان حيث يمكن أن يتركز العديد منها في جسمه على اعتبار أنه جزء من الكائنات الحية التي تشارك في الإطار البيئي للغلاف الحيوي وذلك عن طريق تراكم ملوثات إحدى مكونات البيئة التي يتواجد فيها ( هواء - ماء - تربة ) ولو بكميات ضئيلة وعلى امتداد الزمن وهذا يؤدي إلى تسمم مزمن لا يشعر به المرء إلا بعد أن يصبح تركيزه في الجسم الحي عالياً جداً إلى درجة حدوث التسمم الحاد أو إلى درجة التسرطن وذلك نتيجة لحدوث تفاعلات منتظمة داخل الجسم الحي بسبب التأثير المتبادل بين المادة الكيميائية المتراكمة والجسم الحي . ويمكن الإشارة إلى الأمور التالية :
1- إنتاج عدد كبير من المركبات الكيميائية بشكل مستمر مما يرفع من تواجد المواد الكيميائية في البيئة باستمرار.
2- لم يتم التعرف إلا على خطورة عدد قليل من المواد المنتجة على البيئة .
3- لم تعرف العلاقة بين كمية الجرعة المتلقاة من قبل الكائن الحي من بيئته وتأثير هذه الجرعة إلا عندما يكون تركيز هذه المادة أكبر بكثير من تركيزها الطبيعي .
4- يتم التعرف على العلاقة بين كمية الجرعة وتأثيرها على الكائن الحي من خلال تجارب تجرى على مزائج من عدة مركبات لا تتجاوز الثلاثة علماً بأن الملوثات التي تقذف إلى البيئة يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض معطية نواتج أخرى مختلفة.
تصنيف المواد الضارة والفضلات :
يمكن تصنيف المواد المؤذية تبعاً لخواصها التي تحدد نوعية استعمالها وفق ما يلي :
1-المواد المتفجرة : كالديناميت والذخيرة الحربية .
2-الغازات المضغوطة : مثل الهيدروجين وثنائي أكسيد الكبريت
3-السوائل الملتهبة : كالغازولين .
4-المواد الصلبة الملتهبة : كالمغنيزيوم وهيدريد الصوديوم وكربيد الكالسيوم .
5-المواد المؤكسدة : مثل فوق أكسيد الليثيوم .
6-المواد الأكالة : كالأحماض والقلويات .
7-المواد السامة مثل حمض هيدروسيانيك والأنيلين .
8-العوامل الممرضة : مسببات الجمرة الخبيثة والتسمم الغذائي والتشنج العضلي .
9-المواد المشعة : كالبلوتونيوم والكوبالت (60) ، وهكسا فلوريد اليورانيوم
و شكرا
الدكتور : صالح القادري ( 1 ) .
ـ الدكتور : صفوان عاشور ( 2 ) .
ـ الكيميائي : بشار شنن ( 3 ) .
مقدمة :
تعرض الإنسان للمواد الضارة منذ مرحلة ما قبل التاريخ عندما استنشق الغازات المؤذية المنطلقة من البراكين أو تعرض لغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من النيران في الكهوف غير المهواة والتي كان يقطن بها للوقاية من برد العصر الجليدي ، كما تعرض العبيد في اليونان القديمة الذين كانوا يعملون في حياكة الملابس المقاومة للتحلل والمصنعة من الأسبستوس للإصابة بالأمراض الرئوية الحادة ، ويؤكد علماء الآثار والتاريخ أن الحاويات المصنوعة من الرصاص كانت السبب الرئيسي في تسمم الطبقة الحاكمة في الإمبراطورية الرومانية الأمر الذي أدى إلى سلوك غريب عند هذه الطبقة كالهوس بالألعاب الرياضية وضعف الإدارة المالية للدولة والخبل والطبع العسكري الأهوج تجاه الأراضي الأجنبية . كما عانى الكيميائيون في العصور الوسطى من أمراض الوهن وغيرها بسبب أضرار المواد المتفجرة والسامة التي عملوا بها ، بدأت تظهر المشاكل البيئية الجدية في أوروبا مع بداية القرن السابع عشـر بسـبب
الغبار المنبعث من المناجم ، إضافةً إلى إنتاج الأصبغة والمواد الكيميائية الأخرى من قطران الفحم الحجري في ألمانيا خلال القرن الثامن عشر مما أدى لظهور مركبات ثانوية سامة وملوثة للبيئة ، تزايدت كميات وأعداد المركبات الكيميائية المنتجة في القرن التاسع عشر بشكل مضطرد ومنها بقايا الفولاذ والحديد وفضلات البطاريات الرصاصية والفضلات الكرومية وفضلات مصافي البترول وفضلات الراديوم ، ومعها تزايدت كمية الملوثات والمواد الضارة المطروحة في البيئة ، ومع بداية القرن العشرين تحول هم الإنسان من حماية نفسه من أخطار البيئة إلى حماية البيئة من أخطاره مع ملاحظة التفاوت الواسع بين الدول النامية التي لا يزال بعضها يرزح حتى الآن تحت أخطار الطبيعة والدول المتقدمة بما تخلفه كل منها من آثار على البيئة وتلوث تتفاوت نسبته وتتصاعد مع تصاعد درجة تحضر البلد وقدرته الصناعية . ومع الوصول إلى الحرب العالمية الثانية ازداد إنتاج المواد المؤذية من المصادر المختلفة كاصطناع المواد الكلورية والمبيدات والمواد البلاستيكية والبولميرية والدهانات وغيرها، وتصرف ملايين الدولارات حالياً من أجل تنظيف الأماكن من الملوثات والمواد المؤذية الكيميائية المختلفة وذلك من أجل تجنب انتقالها إلى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان حيث يمكن أن يتركز العديد منها في جسمه على اعتبار أنه جزء من الكائنات الحية التي تشارك في الإطار البيئي للغلاف الحيوي وذلك عن طريق تراكم ملوثات إحدى مكونات البيئة التي يتواجد فيها ( هواء - ماء - تربة ) ولو بكميات ضئيلة وعلى امتداد الزمن وهذا يؤدي إلى تسمم مزمن لا يشعر به المرء إلا بعد أن يصبح تركيزه في الجسم الحي عالياً جداً إلى درجة حدوث التسمم الحاد أو إلى درجة التسرطن وذلك نتيجة لحدوث تفاعلات منتظمة داخل الجسم الحي بسبب التأثير المتبادل بين المادة الكيميائية المتراكمة والجسم الحي . ويمكن الإشارة إلى الأمور التالية :
1- إنتاج عدد كبير من المركبات الكيميائية بشكل مستمر مما يرفع من تواجد المواد الكيميائية في البيئة باستمرار.
2- لم يتم التعرف إلا على خطورة عدد قليل من المواد المنتجة على البيئة .
3- لم تعرف العلاقة بين كمية الجرعة المتلقاة من قبل الكائن الحي من بيئته وتأثير هذه الجرعة إلا عندما يكون تركيز هذه المادة أكبر بكثير من تركيزها الطبيعي .
4- يتم التعرف على العلاقة بين كمية الجرعة وتأثيرها على الكائن الحي من خلال تجارب تجرى على مزائج من عدة مركبات لا تتجاوز الثلاثة علماً بأن الملوثات التي تقذف إلى البيئة يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض معطية نواتج أخرى مختلفة.
تصنيف المواد الضارة والفضلات :
يمكن تصنيف المواد المؤذية تبعاً لخواصها التي تحدد نوعية استعمالها وفق ما يلي :
1-المواد المتفجرة : كالديناميت والذخيرة الحربية .
2-الغازات المضغوطة : مثل الهيدروجين وثنائي أكسيد الكبريت
3-السوائل الملتهبة : كالغازولين .
4-المواد الصلبة الملتهبة : كالمغنيزيوم وهيدريد الصوديوم وكربيد الكالسيوم .
5-المواد المؤكسدة : مثل فوق أكسيد الليثيوم .
6-المواد الأكالة : كالأحماض والقلويات .
7-المواد السامة مثل حمض هيدروسيانيك والأنيلين .
8-العوامل الممرضة : مسببات الجمرة الخبيثة والتسمم الغذائي والتشنج العضلي .
9-المواد المشعة : كالبلوتونيوم والكوبالت (60) ، وهكسا فلوريد اليورانيوم
و شكرا